قبل أن يبدأ الأخضر مشواره في الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026 بمواجهة منتخبي إندونيسيا والعراق، تعود الذاكرة الكروية إلى محطات مضيئة في مسيرة «الأخضر» مع تصفيات المونديال، التي شهدت تأهله في ست مناسبات سابقة قادها نخبة من المدربين المحليين والأجانب.
كانت المشاركة الأولى للأخضر في مونديال أمريكا 1994 نقطة تحول في تاريخ الكرة السعودية. وضع المدرب البرازيلي كاندينو اللبنات الأولى في التصفيات، قبل أن يقود محمد الخراشي المنتخب في المرحلة الحاسمة إلى أول تأهل تاريخي.
تألقت أسماء لامعة مثل سعيد العويران وسامي الجابر وفؤاد أنور، وبلغ المنتخب دور الـ16 في إنجاز ظل علامة فارقة في تاريخ المشاركات الآسيوية.
في طريق التأهل الثاني، بدأ المشوار بقيادة البرتغالي نيلو فينجادا، ثم تسلم الألماني أوتو فيستر المهمة وأكمل المسيرة بنجاح نحو مونديال فرنسا 1998.
حافظ الأخضر على هويته الفنية بفضل استمرارية الجيل الذهبي الذي سطع في نسخة 1994، ليؤكد حضوره القاري والعالمي المتواصل.
قاد الوطني ناصر الجوهر المنتخب في مرحلة مهمة من التصفيات، قبل أن يتولى الصربي سلوبودان سانتراش المهمة في المراحل الأخيرة، ويقود الأخضر إلى ثالث تأهل على التوالي.
رغم أن المشاركة المونديالية لم تحقق الطموحات، فإن روح الانضباط والإصرار ظلت حاضرة في مسيرة المنتخب.
عرف طريق المونديال الرابع تعدد الأسماء الفنية، بين الهولندي فاندرليم، ثم الوطني ناصر الجوهر، وأخيرًا الأرجنتيني غابرييل كالديرون الذي أنهى التصفيات بنجاح.
تميّزت تلك المرحلة بتجديد الدماء وظهور عناصر شابة شكلت نواة الجيل الجديد للأخضر.
بعد غياب 12 عامًا، أعاد الهولندي بيرت فان مارفيك المنتخب إلى مونديال روسيا 2018 بعد بداية المشوار مع الوطني فيصل البدين. اعتمد مارفيك على الانضباط التكتيكي والكرة المنظمة، ليعيد الثقة للجماهير السعودية في قدرتها على المنافسة.
دوّن الفرنسي هيرفي رينارد اسمه بأحرف من ذهب بعد قيادة الأخضر إلى مونديال قطر 2022، وتقديمه أداءً استثنائيًا أبرزُه الفوز التاريخي على الأرجنتين.
أعاد رينارد شخصية المنتخب القوية، ورسّخ الاحترافية في العمل الفني، ليصبح أحد أبرز المدربين في تاريخ الكرة السعودية.
واليوم، ومع استعداد «الأخضر» لخوض الملحق الآسيوي نحو مونديال 2026 تحت قيادة رينارد، يستحضر السعوديون تاريخ التألق في التصفيات، على أمل كتابة فصل جديد من المجد، وتأكيد مكانة المنتخب السعودي كقوة آسيوية لا تعرف الغياب عن العالمية.