بعد أكثر من أربعة عقود على أول مواجهة جمعت بينهما، يعود المنتخب السعودي ونظيره الإندونيسي لكتابة فصل جديد من تاريخ لقاءاتهما عندما يلتقيان مساء الأربعاء، على ملعب الإنماء بمدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة، ضمن الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026.
وتحمل هذه المواجهة رقم 17 في سجل لقاءات المنتخبين، في صراع متجدد بين تاريخٍ حافل للأخضر وطموحٍ متصاعد للإندونيسيين.
منذ أول مواجهة بينهما في ديسمبر 1980، التي انتهت بانتصار سعودي كاسح بنتيجة 8 – 0 في الرياض، سيطر الأخضر بشكل شبه مطلق على سلسلة المواجهات التاريخية، محققًا 12 انتصاراً مقابل تعادلٍ في 3 مباريات وخسارة وحيدة فقط كانت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بنتيجة 0 – 2، وهي أول فوز لإندونيسيا في تاريخها أمام السعودية.
ووفقاً لإحصاءات موقع المنتخب السعودي، بلغت نسبة تفوق الأخضر 75% من إجمالي المواجهات، بعد تسجيله 45 هدفاً مقابل 8 أهداف فقط استقبلتها شباكه، وهو ما يعكس الفارق الفني الكبير بين المنتخبين عبر العقود.
تحكي لقاءات السعودية وإندونيسيا قصة تطور الكرة السعودية عبر الأجيال. فقد شارك في هذه المباريات رموز الثمانينات أمثال ماجد عبدالله ويوسف الثنيان ومحيسن الجمعان وصالح النعيمة، مروراً بجيل التسعينات بقيادة سامي الجابر وفؤاد أنور ومحمد الدعيع وحسين عبد الغني، ووصولاً إلى نجوم الجيل الذهبي مثل محمد نور وياسر القحطاني وطلال المشعل، وصولاً إلى الجيل الحالي بقيادة سلمان الفرج وسالم الدوسري.
ويُعد ماجد عبد الله الهداف التاريخي للمواجهات بين المنتخبين بـ 9 أهداف، يليه طلال المشعل بـ 6 أهداف، ثم فهد المهلل وياسر القحطاني بـ 3 أهداف لكلٍ منهما، فيما يُعد مصعب الجوير آخر من انضم لقائمة المسجلين في شباك إندونيسيا بعد هدفه في تصفيات المونديال الأخيرة.
شارك في لقاءات المنتخبين عبر التاريخ 124 لاعباً سعودياً، وكان أحمد الدوخي الأكثر ظهوراً بـ 6 مباريات و450 دقيقة، يليه خميس العويران بنفس عدد المباريات وبـ 437 دقيقة، ثم ياسر القحطاني وسعود كريري وعبد العزيز الجنوبي بـ 5 مباريات لكلٍ منهم.
أما اللاعب الأقل مشاركة فهو عباس الحسن الذي لعب دقيقة واحدة فقط في آخر مواجهة بين المنتخبين.
تولى تدريب الأخضر في مواجهاته مع إندونيسيا 10 مدربين من جنسيات مختلفة، يتقدمهم الهولندي فاندرليم والبرتغالي فينجادا اللذان خاض كل منهما 3 مباريات أمام إندونيسيا، كما أشرف على الفريق في مباريات أخرى أسماء بارزة مثل البرازيلي مانيللي والإسباني لوبيز كارو، إضافة إلى الوطني ناصر الجوهر والفرنسي هيرفي رينارد الذي يخوض المواجهة المقبلة في ثاني لقاء له أمام المنتخب الإندونيسي.
تحمل مواجهة الأربعاء أهمية مضاعفة للأخضر الذي يسعى لتصدر مجموعته في الملحق الآسيوي الذي يضم إلى جانبه العراق وإندونيسيا، من أجل حجز بطاقة العبور المباشر إلى مونديال 2026، فيما سيخوض صاحب المركز الثاني الملحق العالمي.
ومن المتوقع أن يشهد ملعب الإنماء حضوراً جماهيرياً ضخماً يتجاوز 60 ألف متفرج لدعم الأخضر في مهمته، قبل أن يلتقي نظيره العراقي في 14 أكتوبر ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة.