في وقت تتجه فيه أنظار العالم إلى العاصمة الفرنسية باريس، استعدادًا لحفل تسليم جائزة الكرة الذهبية في 22 سبتمبر المقبل، يلفّ الصمت أروقة نادي ريال مدريد الإسباني، رغم ترشيح ثلاثة من أبرز نجومه ضمن قائمة المرشحين الثلاثين التي أعلنتها مجلة “فرانس فوتبول” بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”.
ويبدو هذا الصمت بمثابة رسالة غير معلنة من إدارة “النادي الملكي”، تعكس استمرار التوتر بين ريال مدريد والجهات المنظمة للجائزة، خصوصًا بعد ما حدث في نسخة العام الماضي، عندما انسحب النادي بشكل مفاجئ من الحفل، اعتراضًا على ما وصفه بـ”ظلم فادح” بحق نجمه البرازيلي فينيسيوس جونيور.
وكانت وسائل إعلام إسبانية قد كشفت حينها أن ريال مدريد علم مسبقًا بأن الجائزة ستذهب إلى الإسباني رودري لاعب مانشستر سيتي، ما دفعه إلى إلغاء حضور بعثته إلى باريس، والتراجع عن بث مباشر كان مقررًا عبر قناة النادي، لتغطية الحدث لمدة 5 ساعات.
هذا العام، تكرر المشهد ذاته، ولكن بشكل أكثر هدوءًا، إذ لم يُصدر ريال مدريد أي تعليق رسمي أو تغطية عبر منصاته الإعلامية المعتادة، حول ترشيح الثلاثي فينيسيوس جونيور، وجود بيلينغهام، والوافد الجديد كيليان مبابي.
وهو أمر غير معتاد من “الميرينغي”، الذي كان يحرص دائمًا على تسليط الضوء على أي ترشيحات فردية أو جماعية تخص لاعبيه، سواء للكرة الذهبية، أو جوائز مثل “كوبا” لأفضل لاعب شاب، و”ياشين” لأفضل حارس مرمى، أو حتى جائزة “أفضل نادٍ”.
صحيفة ماركا الإسبانية وصفت الموقف الحالي بـ”الصمت المطبق”، مشيرة إلى أن إدارة ريال مدريد لا تزال ترى أن جائزة الكرة الذهبية فقدت مصداقيتها، وأنها لم تعد تُعبّر عن الأداء الفعلي داخل المستطيل الأخضر، بل ترتبط بعوامل أخرى، من بينها النزاع القائم مع “يويفا” بشأن مشروع دوري السوبر الأوروبي، والذي يُعد أحد أكبر الملفات الشائكة بين الطرفين.
الجدير بالذكر أن ريال مدريد لم يكتفِ بالمقاطعة العام الماضي، بل أعلن داخليًا أن الجائزة “لم تعد موجودة” بالنسبة له، في إشارة إلى فقدان الثقة الكاملة في حيادية الاختيار. وقد عوّض النادي خيبة الأمل بحصول نجمه فينيسيوس لاحقًا على جائزة “الأفضل” (The Best) لعام 2024، المقدّمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، والتي تسلّمها من رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، ما اعتُبر حينها انتصارًا معنويًا للريال ومهاجمه البرازيلي.
ومع اقتراب موعد الحفل المرتقب في سبتمبر 2025، تبقى التساؤلات مطروحة حول ما إذا كان ريال مدريد سيكرر مقاطعته للحفل، خاصة في ظل استمرار الاحتقان، وسط ترجيحات بعدم حضور أي ممثل رسمي أو لاعب من الفريق، حتى لو فاز أحدهم بالجائزة.
في المقابل، تترقب الجماهير ما إذا كانت هذه المقاطعة ستتحول إلى سياسة دائمة يتبعها النادي تجاه الجوائز المرتبطة بـ”فرانس فوتبول” و”يويفا”، أم أنها مجرّد رد فعل على أحداث السنوات الأخيرة.