تبقى جائزة مجلة «فرانس فوتبول» لأفضل لاعب في العالم، هي الأوفر مصداقية والأكثر ترقبًا كل عام، منذ انطلقت لأول مرة في العام 1956 لتمنح بسخاء ستانلي ماثيوس شرف معانقة أول كرة ذهبية في التاريخ، وبقيت على العهد خلال حقبة اندماجها مع جائزة «فيفا» بين عامي 2010 و2015، قبل أن تغرد منفردة من جديد في السنوات الـ7 الماضية لتدخل بعدها عصر جديد مع «يويفا».
ومع تجدد الصراع على اللقب الذهبي، يأتي الإعلان عن قائمة المرشحين لحصد الجائزة، محملًا بحزمة من المفاجآت، التي تبرهن على التغيرات التي طرأت على خريطة كرة القدم، مع أفول عصر الاستقطاب بين ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو، لتصبح البالون دور على موعد مع بطل جديد.
وقبل أن تتجه أنظار عشاق كرة القدم بمزيد من الترقب والشغف صوب العاصمة الفرنسية باريس، لمتابعة موعد حفل الكرة الذهبية 2025، المقرر يوم 22 سبتمبر المقبل، وسط اهتمام عربي واسع في ظل تواجد ثنائي الضاد؛ المصري محمد صلاح والمغربي أشرف حكيمي.
الصراع على لقب أفضل لاعب في العالم، شهد غياب منطقي لأيقونة الكرة الأرجنتيني ليونيل ميسي، جناح فريق إنتر ميامي، بعدما عجز صاحب الرقم القياسي لعدد مرات حصد الكرة الذهبية عن إيجاد موطأ قدم في قائمة المرشحين، وكذلك الحال لقائد النصر كريستيانو رونالدو، على الرغم من حصد لقب دوري الأمم الأوروبية رفقة البرتغال.
شهدت القائمة سيطرة مطلقة للاعبي باريس سان جيرمان، بتواجد 9 لاعبا دفعة واحدة، ويرجع الفضل في ذلك إلى توهج رجال لويس إنريكي في الموسم المنصرم، بعد احتكار رباعية؛ دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخها، والدوري الفرنسي، وكأس فرنسا، وكأس الرابطة الفرنسية.
حافظ العرب على التواجد في مشهد بات معتادًا في السنوات الفائتة، بعدما اقتحم المصري محمد صلاح قائمة المرشحين مجددا، بعد حسم لقب هداف الدوري الإنجليزي، كما ينافس المغربي أشرف حكيمي، بعد الفوز مع باريس سان جيرمان بالرباعية التاريخية.
حمل الكوري الجنوبي هيونج مين سون، جناح توتنهام هوتسبير المنتقل حديثًا إلى الدوري الأمريكي، على عاتقه شرف الدفاع عن سمعة الكرة الآسيوية في السنوات الأخيرة، إلا أن غياب محارب التايجوك رغم الفوز التاريخي مع السبيرز بلقب الدوري الأوروبي، حرم القارة الصفراء من حجز مقعد بين كبار القوم.
سجل الفرنسي عثمان ديمبلي، جناح فريق باريس سان جيرمان، عامًا استثنائيًا على كافة الأصعدة، بعدما قاد «الأمراء» لخطف بطولة دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه موثقًا نجاح المشروع الباريسي، كما حاز جائزة أفضل لاعب في شامبيونز ليج، ولعب دور البطولة في احتكار الثلاثية المحلية (الدوري والكأس، وكأس الرابطة)، ليعزز من حظوظ عودة الذهب إلى أبناء الديوك الزرقاء.
شهدت القائمة رفيعة المستوى غيابات بالجملة، فإلى جانب خروج ميسي ورونالدو، خلت كذلك ولأسباب متفاوتة، من أسماء؛ حامل اللقب الإسباني رودري بعد موسم محبط بسبب الإصابة، والبرازيلي نيمار جناح سانتوس، والحارس أليسون بيكر، حامي عرين ليفربول، إلى جانب كريم بنزيما، بطل الثلاثية مع الاتحاد السعودي، وبطل نسخة 2023.
توقف الدون كريستيانو رونالدو عن كتابة التاريخ على منصة الكرة الذهبية على مدار 8 سنوات، في مشهد يتواصل بعد موسم مخيب جديد خيم على النصر، إلا أن صاروخ ماديرا حاول تعويض ذلك بحصد لقب دوري الأمم لكن المشهد القاري لم يشفع للبرتغالي لاقتحام قائمة الترشيحات، ليصبح هداف الدوري السعودي خارج السباق على غير المعتاد.
فتح توهج باريس الموسم الماضي، الباب أمام فرنسا لاستقبال أحد أبناءها على عرش كرة القدم للمرة الثانية فقط في غضون ربع قرن، وتحديدًا عندما حصد الأسطورة زين الدين زيدان الجائزة الذهبية، عام 1998، بعدما كسر بنزيما عقدة البالون دور، حيث تتواجد في النسخة الحالية بأربعة أسماء هم؛ ديمبلي وديزيريه دووي ومبابي وأوليس، بيد أن إنجلترا هي الأخرى تتواجد بالعدد ذاته، بحضور؛ بيلينجهام ورايس وكين وكول بالمر.
عجز الألمان عن تسجيل تمثيل يليق بمكانة المانشافت في القائمة، بعدما حجزوا مقعدًا وحيدًا لصالح متوسط ميدان باير ليفركوزن السابق فيرتز، المنتقل حديثًا إلى ليفربول، الأمر لم يختلف كثيرًا في إيطاليا التي تتواجد فقط عن طريق جانلويجي دوناروما، حارس باريس سان جيرمان، في حصاد لا يليق بالماكينات أو القادمين من بلاد الكالتشيو.
شغلت القارة السمراء 3 مقاعد في قائمة بالون دور، بفارق مقعد وحيد خلف اللاتينية، بينما غرد أوروبا خارج السرب بـ25 لاعبا، وحمل محمد صلاح وأشرف حكيمي وسيرهو جيراسي، لواء قارة المواهب في الصراع على الجائزة، فمن يحصد لقب الأفضل لعام 2025؟.